تطورت المؤتمرات الطبية التي تعقد في بلادنا عبر السنين، يكفي أن أقول إنه قبل خمسة عقود مضت كنت لا تكاد تجد استاذا سعوديا واحدا يحاضر في مؤتمر طبي، واليوم تجد المحاضرين والمحاضرات من أبناء البلد يكونون الغالبية العظمي. كما تطورت المواضيع التي تطرح في المؤتمرات، تجدها اليوم أدق علميا، وأكثر التصاقا بقضايانا الصحية، وأتوقع أن نستقبل في مقتبل الأيام مزيدا من التطور.
يعن لي أن التفت إلى بعض جوانب المقارنة بين المؤتمرات الطبية التي تعقد في بلادنا وتلك التي نشاهدها في دول الغرب. في مؤتمراتنا يتجلى الكرم الحاتمي الذي أتمني أن لا نفتقده. فقط علينا أن لا نبالغ فيه. لا يخفى على أحد أن الإفراط صنو التفريط. وصدق القائل جل جلاله «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط».. ماذا لو وجهت الأموال التي تصرف على حفلات الغداء والعشاء الباذخة إلى نشاطات أخرى مثل التدريب والنشر والتأليف. في كثير من المؤتمرات التي حضرتها في الغرب كان الغداء والعشاء بسيطا، أما الحفلات الباذخة التي غالبا ما تكون في أمسية من أمسيات المؤتمر فالمشاركون يدفعون مقابلها أموالا يذهب ريعها إلي مناشط أخرى للمؤتمر.
مازال الطابع الغالب في مؤتمراتنا هو إلقاء المحاضرات. في حين أن التوجه الحديث هو الحد من المحاضرات والإكثار من حلقات النقاش والحوار، فهذا أدعى إلى إثراء المشاركين في المؤتمر مقارنة بالإصغاء إلي المحاضرات.
آتي إلى القضية التالية والتي قد تثير حساسيات عند البعض تلك هي لغة المؤتمر. لا يكاد يعقد مؤتمر طبي في بلادنا إلا وفيه ترجمة فورية. القاعدة هي أن المحاضرين يحاضرون باللغة الإنجليزية ويقوم المترجمون بترجمتها إلى العربية. لا بأس في ذلك طالما أن أكثر المشاركين لا يعرفون العربية، أما والمؤتمر 90 في المائة من الحاضرين فيه عربا أقحاحا ما بين عدنانيين وقحطانيين فلا تملك إلا أن تسأل نفسك لماذا لا يكون العكس، أي أن تكون المحاضرات بالعربية وتترجم إلى الانجليزية، سرعان ما يجيبك مطلع على دخائل الأمور ويقول لك.. ولكن يا أخي لغة الطب هي اللغة الإنجليزية. وتسأله.. ترى كم في المائة من الكلمات في كتب الطب هي كلمات علمية ــ إذا ما استثنيت التكرار ــ ويجيبك بأنها ما بين 30 إلى 50 في المائة.، وسرعان ما يصدم إذا ما عرف أنها لا تزيد على 4%. وأنا واثق أنك أنت أيضا سوف يرتفع حاجباك دهشة مما أقول. فلم لا تحاول أن تحصيها بنفسك.
عدم تعليمنا العلوم الطبية باللغة العربية قصور فينا وليس في لغتنا. يجب أن أذكر هنا بضرورة إجادة لغة أو لغات أجنبية. ولكن علينا أن نفرق بين أمرين.. أن نتعلم لغة أجنبية، وأن نتعلم بلغة أجنبية..
يعن لي أن التفت إلى بعض جوانب المقارنة بين المؤتمرات الطبية التي تعقد في بلادنا وتلك التي نشاهدها في دول الغرب. في مؤتمراتنا يتجلى الكرم الحاتمي الذي أتمني أن لا نفتقده. فقط علينا أن لا نبالغ فيه. لا يخفى على أحد أن الإفراط صنو التفريط. وصدق القائل جل جلاله «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط».. ماذا لو وجهت الأموال التي تصرف على حفلات الغداء والعشاء الباذخة إلى نشاطات أخرى مثل التدريب والنشر والتأليف. في كثير من المؤتمرات التي حضرتها في الغرب كان الغداء والعشاء بسيطا، أما الحفلات الباذخة التي غالبا ما تكون في أمسية من أمسيات المؤتمر فالمشاركون يدفعون مقابلها أموالا يذهب ريعها إلي مناشط أخرى للمؤتمر.
مازال الطابع الغالب في مؤتمراتنا هو إلقاء المحاضرات. في حين أن التوجه الحديث هو الحد من المحاضرات والإكثار من حلقات النقاش والحوار، فهذا أدعى إلى إثراء المشاركين في المؤتمر مقارنة بالإصغاء إلي المحاضرات.
آتي إلى القضية التالية والتي قد تثير حساسيات عند البعض تلك هي لغة المؤتمر. لا يكاد يعقد مؤتمر طبي في بلادنا إلا وفيه ترجمة فورية. القاعدة هي أن المحاضرين يحاضرون باللغة الإنجليزية ويقوم المترجمون بترجمتها إلى العربية. لا بأس في ذلك طالما أن أكثر المشاركين لا يعرفون العربية، أما والمؤتمر 90 في المائة من الحاضرين فيه عربا أقحاحا ما بين عدنانيين وقحطانيين فلا تملك إلا أن تسأل نفسك لماذا لا يكون العكس، أي أن تكون المحاضرات بالعربية وتترجم إلى الانجليزية، سرعان ما يجيبك مطلع على دخائل الأمور ويقول لك.. ولكن يا أخي لغة الطب هي اللغة الإنجليزية. وتسأله.. ترى كم في المائة من الكلمات في كتب الطب هي كلمات علمية ــ إذا ما استثنيت التكرار ــ ويجيبك بأنها ما بين 30 إلى 50 في المائة.، وسرعان ما يصدم إذا ما عرف أنها لا تزيد على 4%. وأنا واثق أنك أنت أيضا سوف يرتفع حاجباك دهشة مما أقول. فلم لا تحاول أن تحصيها بنفسك.
عدم تعليمنا العلوم الطبية باللغة العربية قصور فينا وليس في لغتنا. يجب أن أذكر هنا بضرورة إجادة لغة أو لغات أجنبية. ولكن علينا أن نفرق بين أمرين.. أن نتعلم لغة أجنبية، وأن نتعلم بلغة أجنبية..